الجمعة، 14 مارس 2014

نوح عليه السلام

نبذة:
كان نوح تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الآخرة ولكنهم عصوه وكذبوه، ومع ذلك استمر يدعوهم إلى الدين الحنيف فاتبعه قليل من الناس، واستمر الكفرة في طغيانهم فمنع الله عنهم المطر ودعاهم نوح أن يؤمنوا حتى يرفع الله عنهم العذاب فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ولكنهم رجعوا إلى كفرهم، وأخذ يدعوهم 950 سنة ثم أمره الله ببناء السفينة وأن يأخذ معه زوجا من كل نوع ثم جاء الطوفان فأغرقهم أجمعين.


سيرته:

حال الناس قبل بعثة نوح:

قبل أن يولد قوم نوح عاش خمسة رجال صالحين من أجداد قوم نوح، عاشوا زمنا ثم ماتوا، كانت أسماء الرجال الخمسة هي: (ودَّ، سُواع، يغوث، يعوق، نسرا). بعد موتهم صنع الناس لهم تماثيل في مجال الذكرى والتكريم، ومضى الوقت.. ومات الذين نحتوا التماثيل.. وجاء أبنائهم.. ومات الأبناء وجاء أبناء الأبناء.. ثم نسجت قصصا وحكايات حول التماثيل تعزو لها قوة خاصة.. واستغل إبليس الفرصة، وأوهم الناس أن هذه تماثيل آلهة تملك النفع وتقدر على الضرر.. وبدأ الناس يعبدون هذه التماثيل.

إرسال نوح عليه السلام:
كان نوح كان على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. وكل الأنبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم. وكان كثير الشكر لله عزّ وجلّ. فاختاره الله لحمل الرسالة. فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته:

يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

بهذه الجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية.. وحقيقة البعث. هناك إله خالق وهو وحده الذي يستحق العبادة.. وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة. يوم عظيم، فيه عذاب يوم عظيم.شرح "نوح" لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غير إله واحد هو الخالق. أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع، حدثهم نوح عن تكريم الله للإنسان. كيف خلقه، ومنحه الرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام غير ظلم خانق للعقل.

تحرك قوم نوح في اتجاهين بعد دعوته. لمست الدعوة قلوب الضعفاء والفقراء والبؤساء، وانحنت على جراحهم وآلامهم بالرحمة.. أما الأغنياء والأقوياء والكبراء، تأملوا الدعوة بعين الشك… ولما كانوا يستفيدون من بقاء الأوضاع على ما هي عليه.. فقد بدءوا حربهم ضد نوح.

في البداية اتهموا نوحا بأنه بشر مثلهم:

فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا

قال تفسير القرطبي: الملأ الذين كفروا من قومه هم الرؤساء الذين كانوا في قومه. يسمون الملأ لأنهم مليئون بما يقولون.

قال هؤلاء الملأ لنوح: أنت بشر يا نوح.

رغم أن نوحا لم يقل غير ذلك، وأكد أنه مجرد بشر.. والله يرسل إلى الأرض رسولا من البشر، لأن الأرض يسكنها البشر، ولو كانت الأرض تسكنها الملائكة لأرسل الله رسولا من الملائكة.. استمرت الحرب بين الكافرين ونوح.

في البداية، تصور الكفرة يومها أن دعوة نوح لا تلبث أن تنطفئ وحدها، فلما وجدوا الدعوة تجتذب الفقراء والضعفاء وأهل الصناعات البسيطة بدءوا الهجوم على نوح من هذه الناحية. هاجموه في أتباعه، وقالوا له: لم يتبعك غير الفقراء والضعفاء والأراذل.

هكذا اندلع الصراع بين نوح ورؤساء قومه. ولجأ الذين كفروا إلى المساومة. قالوا لنوح: اسمع يا نوح. إذا أردت أن نؤمن لك فاطرد الذين آمنوا بك. إنهم ضعفاء وفقراء، ونحن سادة القوم وأغنياؤهم.. ويستحيل أن تضمنا دعوة واحدة مع هؤلاء.

واستمع نوح إلى كفار قومه وأدرك أنهم يعاندون، ورغم ذلك كان طيبا في رده. أفهم قومه أنه لا يستطيع أن يطرد المؤمنين، لأنهم أولا ليسوا ضيوفه، إنما هم ضيوف الله.. وليست الرحمة بيته الذي يدخل فيه من يشاء أو يطرد منه من يشاء، إنما الرحمة بيت الله الذي يستقبل فيه من يشاء.

كان نوح يناقش كل حجج الكافرين بمنطق الأنبياء الكريم الوجيه. وهو منطق الفكر الذي يجرد نفسه من الكبرياء الشخصي وهوى المصالح الخاصة.

قال لهم إن الله قد آتاه الرسالة والنبوة والرحمة. ولم يروا هم ما آتاه الله، وهو بالتالي لا يجبرهم على الإيمان برسالته وهم كارهون. إن كلمة لا إله إلا الله لا تفرض على أحد من البشر. أفهمهم أنه لا يطلب منهم مقابلا لدعوته، لا يطلب منهم مالا فيثقل عليهم، إن أجره على الله، هو الذي يعطيه ثوابه. أفهمهم أنه لا يستطيع أن يطرد الذين آمنوا بالله، وأن له حدوده كنبي. وحدوده لا تعطيه حق طرد المؤمنين لسببين: أنهم سيلقون الله مؤمنين به فكيف يطرد مؤمنا بالله؟ ثم أنه لو طردهم لخاصموه عند الله، ويجازي من طردهم، فمن الذي ينصر نوحا من الله لو طردهم؟ وهكذا انتهى نوح إلى أن مطالبة قومه له بطرد المؤمنين جهل منهم.

وعاد نوح يقول لهم أنه لا يدعى لنفسه أكثر مما له من حق، وأخبرهم بتذللـه وتواضعه لله عز وجل، فهو لا يدعي لنفسه ما ليس له من خزائن الله، وهي إنعامه على من يشاء من عباده، وهو لا يعلم الغيب، لأن الغيب علم اختص الله تعالى وحده به. أخبرهم أيضا أنه ليس ملكا. بمعنى أن منزلته ليست كمنزلة الملائكة.. قال لهم نوح: إن الذين تزدري أعينكم وتحتقر وتستثقل.. إن هؤلاء المؤمنين الذي تحتقرونهم لن تبطل أجورهم وتضيع لاحتقاركم لهم، الله أعلم بما في أنفسهم. هو الذي يجازيهم عليه ويؤاخذهم به.. أظلم نفسي لو قلت إن الله لن يؤتيهم خيرا.

وسئم الملأ يومها من هذا الجدل الذي يجادله نوح.. حكى الله موقفهم منه في سورة (هود):

قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) (هود)

أضاف نوح إغواءهم إلى الله تعالى. تسليما بأن الله هو الفاعل في كل حال. غير أنهم استحقوا الضلال بموقفهم الاختياري وملئ حريتهم وكامل إرادتهم.. فالإنسان صانع لأفعاله ولكنه محتاج في صدورها عنه إلى ربه. بهذه النظرة يستقيم معنى مساءلة الإنسان عن أفعاله. كل ما في الأمر أن الله ييسر كل مخلوق لما خلق له، سواء أكان التيسير إلى الخير أم إلى الشر.. وهذا من تمام الحرية وكمالها. يختار الإنسان بحريته فييسر له الله تعالى طريق ما اختاره. اختار كفار قوم نوح طريق الغواية فيسره الله لهم.

وتستمر المعركة، وتطول المناقشة بين الكافرين من قوم نوح وبينه إذا انهارت كل حجج الكافرين ولم يعد لديهم ما يقال، بدءوا يخرجون عن حدود الأدب ويشتمون نبي الله:

قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60) (الأعراف)

ورد عليهم نوح بأدب الأنبياء العظيم:

قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (62) (الأعراف)

ويستمر نوح في دعوة قومه إلى الله. ساعة بعد ساعة. ويوما بعد يوم. وعاما بعد عام. ومرت الأعوام ونوح يدعو قومه. كان يدعوهم ليلا ونهارا، وسرا وجهرا، يضرب لهم الأمثال. ويشرح لهم الآيات ويبين لهم قدرة الله في الكائنات، وكلما دعاهم إلى الله فروا منه، وكلما دعاهم ليغفر الله لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا عن سماع الحق. واستمر نوح يدعو قومه إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما.

وكان يلاحظ أن عدد المؤمنين لا يزيد، بينما يزيد عدد الكافرين. وحزن نوح غير أنه لم يفقد الأمل، وظل يدعو قومه ويجادلهم، وظل قومه على الكبرياء والكفر والتبجح. وحزن نوح على قومه. لكنه لم يبلغ درجة اليأس. ظل محتفظا بالأمل طوال 950 سنة. ويبدو أن أعمار الناس قبل الطوفان كانت طويلة، وربما يكون هذا العمر الطويل لنوح معجزة خاصة له.

وجاء يوم أوحى الله إليه، أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن. أوحى الله إليه ألا يحزن عليهم. ساعتها دعا نوح على الكافرين بالهلاك:

وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) (نوح)

برر نوح دعوته بقوله:

إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (26) (نوح)
إدريس عليه السلام

نبذة:

كان صديقا نبيا ومن الصابرين، أول نبي بعث في الأرض بعد آدم، وهو أبو جد نوح، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها

سيرته:
إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية.

نسبه:

هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه السلام. وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و (شيث) عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 ألف سنة.

حياته:
وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر والصحيح الأول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و (شيث) فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم) وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) وقوله (الصبر مع الإيمان يورث الظفر).

وفاته:
وقد أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال "له": إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.

وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.

وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} : رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم. وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل.

قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مرّ به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم و إبراهيم: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.

وهذا لا يدل ولابد، قد لا يكون الراوي حفظه جيداً، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
أماني الحياة غير متواجد حالياً  
هابيل وقابيل:
يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة (المائدة):
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)
لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.
قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
موت آدم عليه السلام:
وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.
وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".
__________________
تعليم آدم الأسماء:

ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .

أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .

أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.

إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.

سكن آدم وحواء في الجنة:

اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء. ولا نعلم إن كان الله قد خلق حواء في نفس وقت خلق آدم أم بعده لكننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى أسكنهما معا في الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال غيرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.

لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع حواء كثيرا. وكان الله قد سمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليه يوما بعد يوم: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) .

تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ..؟ ربما تكون شجرة الخلد حقا، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذه الشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم. ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة.

ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.

لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.

هبوط آدم وحواء إلى الأرض:

وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.

يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
أماني الحياة غير متواجد حالياً  
آدم عليه السلام

أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.

خلق آدم عليه السلام:

أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).

ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !

هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب . لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).

وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .

أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.

جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟

سجود الملائكة لآدم:

من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .

أما كيف كان السجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً..

فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . فردّ بمنطق يملأه الحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .

قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)

هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .

وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .

فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .
أماني الحياة غير متواجد حالياً  

حكم وأمثال الحذر

من يخشى البلل لا يصطاد السمك
معظم النار من مستصغر الشرر
اترك الشر يتركك
احذر الأحمق واحذر وُدَّهُ (إنما الأحمق كالثوب الْخَلَق)
احذروا من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره
إذا جاء الحين حارت العين
إذا ذكرت الذئب فأعد له العصا
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
إذا كنتَ ذا رأىٍ فكن ذا مشورة فإن فساد الرأي أن تترددا
أعدّوا لكلب السوء كلبا يعادله
أقلل طعامك تجد منامك
الدهر يومان حلو ومر
اللي يخاف من العفريت يطلع له
إن الجواد قد يعثر
إن الشفيق بسوء ظن مولع
إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا
إن وراء الأَكَمةِ ما وراءها
خُذْهُ بالموت حتى يرضى بالحُمَّى
راحت السكرة وجاءت الفكرة
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
قد يخرج من الصدفة غير الدُّرَّة
قَدِّرْ لِرِجْلِكَ قبل الخطو موضعها
كُلُّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ (قرآن كريم آل عمران185)
لا تقعن البحر إلا سابحا
لا حذر من قدر
لكل عالِمٍ هفوة ولكل جَوَادٍ كبوة
ما كل بارقة تجود بمائها
ما كل ما يلمع ذهباً
من أسرع كثر عثاره
من الخواطئ سهم صائب
من أَمِنَ الزمان خانه
من تَدَخَّلَ فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه
من خشى الذئب أعد كلبا
من سلك الجدد أمن العثار
وكيف تنام الطير في وكناتها
ومن لا يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
ومن يجعل المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم
يا مستعجل عطلك الله
يخاف من خياله

حكم وأمثال السكوت والكلام

أحمد البلاغة الصمت حين لا يَحْسُنُ الكلام
إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها
السكوت علامة الرضا
أنت على رد ما لم تقل أقدر منك على رد ما قلت
إياك وأن يضرب لسانك عنقك
تكلم فقد كلم الله موسى
خير الخلال حفظ اللسان
خير الكلام ما قل ودل
رب سكوت أبلغ من كلام
رب قول أشد من صول
رب كلام يثير الحروب
رب كلمة قالت لصاحبها دعني
سرك أسيرك
سلامة الإنسان في حلاوة اللسان
صدرك أوسع لسرك
صدور الأحرار قبور الأسرار
عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان
كأن على رءوسهم الطير
كل سر جاوز الاثنين شاع
لا تطلقن القول في غير بصر إن اللسان غير مأمون الضرر
لا تهرف بما لا تعرف
لسان الفتى عن عقله ترجمانه متى زل عقل المرء زل لسانه
لسانك حصانك إن صنته صانك، وإن هنته هانك
الساكت عن الحق شيطان أخرس
مقتل الرجل بين فكيه
ملكت نفسي يوم ملكت منطقي
من كتم سره كان الخيار بيده
واحفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
وبعض القول يذهب في الرياح
وَجُرْحُ اللسان كَجُرْحِ اليد
وفي الصمت ستر للغيّ وإنما صحيفة لب المرء أن يتكلما
ولفظة زائغة سبيلها قد سلبت نعمة من يقولها
من لم يكن لسره كتوما فلا يلم في كشفه نديما

حكم وأمثال الوصف

كل حبل على غاربه
ما أشبه الليلة بالبارحة
أثقل من جبل
أحذر من غراب
أحرس من كلب
أدنى من حبل الوريد
أرخص من التمر في البصرة
أسرع من الريح
أقرب من اللسان للأسنان
البعد جفاء
البياض نصف الحسن
الماء أهون موجود وأعز مفقود
المتكبر كالواقف على الجبل يرى الناس صغاراً ويرونه صغيراً
أتبع من الظل
إنه لأشبه به من التمرة بالتمرة
سارت به الرُّكْبانُ
عاد الأمر إلى نصابه
فالوجه مثل الصبح مبيض والشعر مثل الليل مسود
فما تحمد العينان كل بشاشة ولا كل وجه عابس بذميم
لسان المرء من خدم الفؤاد
ما أشبه الليلة بالبارحة
من يمدح العروس إلا أهلها
هو يرقم على الماء
يخلق من الشبه أربعين

حكم وأمثال العزة والشجاعة

“قُتل رحمه الله” خير من “فر أخزاه الله”
أخاك أخاك إن مَنْ لا أخا له كَساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح
أخوك من صدقك النصيحة
إذا غامَرْتَ في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
إذا لم يكن إلا الأَسِنَّةُ مركبا فلا رأي للمضطر إلا ركوبها
استقبال الموت خير من استدباره
أكرم نفسك عن كل دنيء
الإفراط في التواضع يجلب المذلة
الجود بالنفس أقصى غاية الجود
السيف أهول ما يُرى مسلولا
العز في نواصي الخيل
القَصَّابُ لا تهوله كثرة الغنم
إن البعوضة تُدْمي مُقْلةَ الأسد
إن الجبان حتْفُه من فوقه
إن القذى يؤذي العيون قليله ولربما جرح البعوض الفيلا
أنا لها ولكل عظيمة
بنفسي فَخَرْتُ لا بجدودي
تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها
تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستنفر الحامي
ذل من لا سيف له
عش عزيزا أو مت وأنت كريم
عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
فلان كالكعبة تُزارُ ولا تُسْتَزارُ
قد يتوقى السيف وهو مغمد
قد يجبن الشجاع بلا سلاح
لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها
من تعرض للمصاعب ثبت للمصائب
من لم يركب الأهوال لم ينل المطالب
موت في عز خير من حياة في ذل
وإذا ما خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزالا
وكل شجاعة في المرء تغني ولا مثل الشجاعة في الحكيم
ولم أر في عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام
ولو لم يكن في كله غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله
وما أنا إلا من غُزَيَّةَ إن غوت غويت وإن ترشد غُزَيَّةُ أرشد
وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا إذا لم يكن فوق الكرام كرام

حكم عن الأم كلمات عن الأم

مهما يفعل الأب فإنه لا يستطيع أن يجعل ابنه رجلا، إذ يجب على الأم أن تأخذ نصيبها من ذلك
مستقبل الولد صنع أمه
الأم شمعة مقدسة تضيء ليل الحياة بتواضع و رقة و فائدة
من فقد أمه فقد أبويه
الأم تصنع الأمة
تضطر الأم لمعاقبة ولدها ، و لكن سرعان ما تأخذه بين أحضانها
لا يجوز انشغال الأم عن أبنائها واعتمادها على الغير في تربيتهم وأن دور الأم هو في تنشئة أبنائها وتربيتهم
لو كان العالم فى كفه وأمى فى كفه لاخترت أمى
الأمُّ مدرسةٌ إِذا أعدَدْتَها … أعددْتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
الأمُّ روضٌ إِن تعهَدَه الحيا … بالرِّيِّ أورقَ أيما إِيراقِ -
الأمُّ أستاذُ الأساتذةِ الألى … شغلتْ مآثرهم مدى الآفاقِ -
الرجال من صنعتهم أمهاتهم
العيشُ ماضٍ فأكرمْ والديكَ به … والأُمُّ أولى بإِكرامٍ وإِحسانِ
وحسبُها الحملُ والإِرضاع تُدمِنه … أمران بالفضلِ نالا كلَّ إِنسانِ -
الأم هي كل شئ فى هذه الحياه هى التعزيه فى الحزن، الرجاء فى اليأس والقوة فى الضعف
الأم لا تقول هل تريد ، بل تعطي
أرى أمَّ صخرٍ ما تجفُّ دموعُها … وملَّتْ سُليمى مَضْجعي ومكاني
فأّيُّ امرئٍ ساوى بأمٍ حليلةً … فلا عاشَ إِلا في شقاً وهوانِ
أعظم كتاب قرأته : أمي
حينما أنحني لأقبل يديكِ، وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك، و استجدي نظرات الرضا من عينيكِ حينها فقط أشعر باكتمال رجولتي
من روائع خلق الله قلب الأم
الأم تظلم نفسها لتنصف أولادها
الأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها
وما صِلٌّ تُرافقُه المنايا … ويجري السمُّ قتالاً بفيهِ
بأقبحَ من عُقوقٍ لا يراعي … كرامةَ أمهِ ورضى أبيهِ
إني مدين لك بكل ما وصلت إليه و ما أرجو أن أصل إليه من الرفعة إلى أمي الملاك
أسعد ساعات المرأة.. هي الساعة التي تتحقق فيها أنوثتها الخالدة..وأمومتها المشتهاة.. وتلك ساعة الولادة
مدرستي الأولى على صدر أمي
الأم تحب من كل قلبها والأب يحب بكل قوته
يعرف الطفل أمه من ابتسامتها
قلب الأم كعود المسك كلما احترق فاح شذاه
لم لأطمئن قط إلا و أنا في حجر أمي
لا يوجد شيء في الدنيا أحلى من قلب أم تقية
ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم
قلب الأم مدرسة الطفل
إن أرق الألحان وأعذب الأنغام لا يعزفها إلا قلب الأم
حب الأم لا يشيخ أبدا
عينا الأم سر إلهام ولدها
إذا صغر العالم كله فالأم تبقى كبيرة
لن أسميكِ امرأة، سأسميك كل شيء
في العالم شيء واحد خير من الزوجة.. هو: الأم
ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم
كنزي الحقيقي هو أمي
الأمومة أعظم هبة خص الله بها النساء

حكم وأمثال النصح

احفر بئرا وَطُمَّ بئرا ولا تُعَطِّلْ أجيرا
احفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود
إذا ذكرت الذئب فخذ الحذر
آخر الحياة الموت
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه (ولا خير في وجه إذا قل ماؤه)
إذا حان القضاء ضاق الفضاء
إذا سلمت من الأسد فلا تطمع في صيده
إذا ظلمت من دونك فلا تأمن عقاب من فوقك
إذا قصرت يدك عن المكافأة فليصل لسانك بالشكر
إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب
إذا كنت سنداناً فاصبر وإذا كنت مطرقة فأوجع
إذا هَبَّتْ رياحك فاغتنمها
استر عورة أخيك لما يعلمه فيك
استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان (حديث)
اشكر من أَنْعَمَ عليك وأَنْعِمْ على من شكرك
اِضْرِبْ ما دام الحديد حامياً
اعقلها وتوكل
اعلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (قرآن ك
ريم المائدة98)
اعمل الطيب وارمه البحر
أفضل الجود أن تبذل من غير مسألة
أقلل عتابك فالبقاء قليل والدهر يعدل تارة ويميل
اكذب النفس إذا حدثتها
إكرام الميت دفنه
أكل وحمد خير من أكل وصمت
الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة
الأماني حلم في يقظة والمنايا يقظة من حلم
الباب الذي يأتيك بالريح سده واسترح
التَّحَسُّنُ خير من الْحُسْنِ
الحي أبقى من الميت
الخَيْرُ يُخَيِّر والشر يغَيّر
الدين النصيحة
الشُّبْهَةُ أخت الحرام
العتاب قبل العقاب
العين لا تعلو على الحاجب
القِدْر الكبير يتسع للكبير
النار أهون من العار
النصح بين الملأ تقريع
المنِّيَّة ولا الدَّنِيَّة
إن الحياة عقيدة وجهاد
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
إن الله جَوَّادٌ يحب كل جَوَّادٍ
إن زاد الشيء عن حده ينقلب لضده
إياك وصاحب السوء فإنه يحسن منظره ويقبح أثره
حبل الكذب قصير
حفظ السر أمانة
خالف هواك ترشد
دخان الأقارب يُعمِي
زمَّارُ الحي لا يُطْرِبُ
ظاهر العتاب خير من باطن الحقد
عذر لم يتول الحق نسجه
عمى العين ولا عمى القلب
فَذَكِّر إِنَّمَا أّنتَ مُذَكِّرٌ لَّستَ عَلَيهِم بِمُصَيطِرٍ (قرآن كريم الغاشية21-22)
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول
كل شيء يختال فيه الرجال غير أن ليس للمنايا احتيال
كل ما تشتهي والبس ما يشتهي الناس
كُلُّ نَفِس بِمَا كَسَبَت رَهِينَةُ (قرآن كريم المدثر38)
كل واحد له قادح ومادح
كن دافنا للشر بالخير تسترح من الهم
كن لَيِّنًا في غير ضعف وشديداً في غير عنف
لا تبع يوماً صالحاً بيوم طالح
لا تخاصم من إذا قال فعل
لا تُرَخِّص الضرورة بالإلحاح
لا ترم سهما يعسر عليك رده
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها إن كنت شهما فأتبع رأسها الذنبا
لا تكن كالعنز تبحث عن المُدْيَةِ
لا تلم المفشي إليك سرا وأنت قد ضقت بذاك صدرا
ما أبعد ما فات وما أقرب ما هو آت
ما حك جلدك مثل ظُفْرِكَ فتول أنت جميع أمرك
ما كل ما يتمنى المرء يدركه رب امرئ حتفه فيما تمناه
ما وعظ امرئ كتجاربه
ما يداوي الأحمق بمثل الإعراض عنه
مُرْ ذوي القرابات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا
معالجة الموجود خير من انتظار المفقود
من استغنى بعلمه زل
من أطاع غضبه أضاع أدبه
من أعجب برأيه ضل
من أفشى سره كثر المستأمرون عليه
من أهان ماله أكرم نفسه
من بلغ السبعين اشتكى من غير علة
من ثقل على صديقه خَفَّ على عدوه
من جعل نفسه عظما أكلته الكلاب
من دخل مداخل السوء اتهم
من سل سيف البغي قتل به
من لم يكن ذئبا أكلته الذئاب
من وَطَّنَ نفسه على أمر هان عليه
من يهُنْ يسهل الهوان عليه
نزه جميلك من قبح الْمَنِّ
وَاهجُرهُم هَجرًا جَمِيلاً (قرآن كريم المزمل10)
وما الناس إلا الماء يحييه جريه ويرديه مكث دائم في قراره
يد واحدة لا تصفق

حكم وأمثال العدل

أَدّى قدراً مستعيرها
إذا أتاك أحد الخصمين وقد فُقِئَتْ عينه فلا تقض له حتى يأتيك خصمه فلعله قد فُقِئَتْ عيناه
إذا تولى عقداً أحكمه
الجزاء من جنس العمل
الحق دولة والباطل جولة
الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل
العاقل لا يبطل حقا ولا يحق باطلا
العدل أساس الْمُلْك
العين بالعين والسن بالسن
صاحب الحق عينه قوية
على الباغي تدور الدوائر
قُضِيَ الأَمرُ الَّذِي فِيهِ تَستَفِتيَانِ (قرآن كريم يوسف41)
كما تدين تدان
لا يَفُلُّ الحديد إلا الحديد
من عَفَّ عن ظلم العباد تورعا (جاءته ألطاف الإله تبرعا)
هذه بتلك والبادئ أظلم
هي النفس ما حَمَّلْتَها تتحمل وللدهر أيام تجور وتَعْدِلُ

حكم عن الحياة

الحياة ليست عادلة، فلتعود نفسك على ذلك.
في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك, اما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس
قد تقصر الحياة وقد تطول , فكل شيء مرهون بالطريقة التي نحياها بها …
اصرخ لتعلم أنك ما زلتَ حيّاً وحيّاً وأن الحياة على هذه الأرض ممكنة
الحياة منفى قصير
ليس المهم أن تعيش بل أن تعيش جيدا
يجب أن تحب الحياة و تعرف كيف تموت
أنا أعشق المصعد، لا أستعمله بدافع الكسل و انما من أجل التأمل، تضع اصبعك على الزر دون أي جهد ، تصعد الى الأعلى أو تنزل الى الأسفل، قد يتعطل و انت قابع فيه ، انه كالحياة تماما لا يخلو من العطب ، تارة أنت في الأعلى و تارة أنت في الأسفل
إن الحياة تبدو لي أقصر من أن تُنفق في تنمية البغضاء, وتسجيل الأخطاء.
الحياة أمانة يعهد لك بها لايحق لك يوم تُسترد منك أن تحتج لأنها في الحقيقة ليست ملكك
و إنما سر الحياة هو أن تبذل فى سبيل غاية
لو كان الموت يصنع شيئاً لوقف مد الحياة! ولكنه قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة! من قوة الله الحي تنبثق الحياة وتنداح
أريد من الطالب أن يظهر اهتماما و رغبة في البحث عن الجواب. أنتم تريدون أجوبة جاهزة و الحياة ليست هكذا
الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة . جَرِّدْ أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي
إن الأمة التي يعرف رجالها كيف يموتون هي الأمة الجديرة بالحياة
عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتها� عمرنا المحدود /أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض
ستتعلم الكثير من دروس الحياة، إذا لاحظت أن رجال الإطفاء لا يكافحون النار بالنار
الدين هو البوصلة التي تساعد الإنسان على الحفاظ على اتجاهاته السليمة في هذه الحياة، وتحول بينه وبين الهيام على وجهه دون هدف، مما قد يعرضه إلى السقوط في براثن الشر
لا يغرنك إرتقاء السهل، إذا كان المنحدر وعراً
وليست الحياة بعدد السنين ولكنها بعدد المشاعر … لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة
لماذا يبكي الشيخ على شبابه ولا يضحك الشاب لصباه؟
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية
وهي رغم كل ذلك الحياة, ونحن مطالبون أن نحياها كما هي
لقد تعلمنا في المدرسة ونحن صغار أن السنبلة /الفارغة ترفع رأسها في الحقل، /وأن الممتلئة بالقمح تخفضه، فلا يتواضع إلا كبير، /ولا يتكبر إلا حقير
إذا أردت أن تصمد للحياة فلا تأخذها على أنها مأساة
تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ /وَلمَنْ يُغالِطُ في الحَقائِقِ نفسَهُ وَيَسومُها طَلَبَ المُحالِ
و الناس همهم الحياة ولا أرى … طول الحياة يزيد غير خبال /و إذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الأعمال
ولو أن الحياةَ تَبْقَىْ لحيٍ … لعدَدنا أضَلَّنا الشُّجعانا – /وإِذا لم يكنْ من الموتِ بدٌ … فمن العجزِ أن تموتَ جبانا
تعستْ /هذه الحياةُ فما يسع … دُ فيها إِلا الجهولُ ويرتعُ /هي الدنيا في كلِّ يوم ترينا … من جديدِ الآلامِ ما هو أوجعُ
إِن الحياةَ كجنةٍ قد أقفلَتْ … مفتاحَها الأوصابُ والأنصابُ – /من يجتهدْ يبلغْ ومن يصبرْ يصلْ … وينلْه بعد بلوغِه الترحابُ
لا /تسلُني عن اللياليْ الخوالي … وأجرْني من الليالي البواقي
فالعيشٌ نُومٌ والمنيةُ يقظةٌ … والمرء ُ بينَهما خيالٌ سارِ
لا ريب في أن الحياةَ ثمينةٌ … لكنَّ نفسَكَ من حياتِكَ أثمنُ
الحياة رواية جميلة عليك قراءتها حتى النهاية لاتتوقف أبدا عند سطر حزين قد تكون النهاية جميلة
وللموتُ خيرٌ للفتى من حياتِه … إِذا لم يثبتْ للأمرِ أِلا بقائدِ
غلتِ /الحياةُ فإِن تردْها حرةً … كن منُ أباةِ الضيمِ والشجعانِ /واقحمْ وزاحمْ واتخذْ لكَ حيزاً … تحميه يومَ كريهةٍ وطعانِ
الحياة بلا فائدة موت مسبق
الحياة شعلة إما أن نحترق بنارها أو نطفئها و نعيش في ظلام
ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله
عندما لا ندري ما هي الحياة ، كيف يمكننا أن نعرف ما هو الموت
بورك من ملأ حياته بعمل الخير لأنه أدرك أنها أقصر من أن يضيعها بعمل الشر
الحياة قطار سريع ما اجتازه حلم ، و ما هو مقبل عليه وهم
إننا لا نستحم في مياه النهر مرتين
الحياة حلم يوقظنا منه الموت
عش رجبا تر عجبا
الحياة قصيرة ، لكن المصائب تجعلها طويلة

حكم عمر بن الخطاب

استعيذوا بالله من شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر
عليك بالصدق و إن قتلك
كل عمل كرهت من أجله الموت فاتركه ، ثم لا يضرك متى مت
عليكم بذكر الله تعالى فإنه دواء , و إياكم و ذكر الناس فإنه داء
تعلمو المهنة فإنه يوشك أن يحتاج أحدكم إلى مهنته
مكسبة فيها بعض الدناءة خير من مسلألة الناس
نحن أُمّة أراد الله لها العِزّة
إذا كان الشغل مجهدة فإن الفراغ مفسدة
ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا
أغمِضْ عن الدُّنيا عينَكَ، وولِّ عنها قَلبَكَ،
وإيَّاكَ أن تُهلككَ كمَا أهلكَت مَن كان قَبلكَ،
فقد رأيتُ مصَارعَها،وعاينتُ سوءَ آثارِهَا على أهلها،
وكيف عَريَ مَن كَسَت،وجَاعَ مَن أطعمت، ومات مَن أحيت.
تعلموا العلم و علموه الناس , و تعلموا الوقار و السكينة , وتواضعوا لمن تعلمتم منه و لمن علمتموه , ولا تكونوا جبارة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم
لا يعجبكم من الرجل طنطنته ، ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس ، فهو الرجل
ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، ولكنه الذي يعرف خير الشرّين
لا يكن حبك كلفاً ولا بغضك تلفاً
أحب الناس إليّ من رفع إليّ عيوبي
اللهم أشكو إليك جَلد الفاجر ، وعجز الثقة
اللهم اقدرني على من ظلمني لأجعل عفوي عنه شكراً لك على مقدرتي عليه
من عرّض نفسه للتهمة، فلا يلومنّ من أساء الظن به
إني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء
ان الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها،اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر كريم
لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة
“لاتنظروا إلى صيام أحد، ولا إلى صلاته، ولكن انظروا من إذا حدّث صدق، وإذا ائتُمِن أدى، وإذا أشفى – أى هم بالمعصيةة – ورع”
ما وجد أحد فى نفسه كبرا الا من مهانة يجدها فى نفسه
أفضل الزهد إخفاء الزهد
ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك: أن تبدأه بالسلام، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه


حب الله يدخل الجنة